حماده شرقاوى عضو ذهبى
عدد الرسائل : 249 العمر : 45 الموقع : https://borae.yoo7.com تاريخ التسجيل : 23/07/2008
| موضوع: مختصر تاريخ الاندلس ( 1 ) الخميس 1 أبريل 2010 - 20:27 | |
| مختصر قصة الأندلس كان الفتح الإسلامي لشبة الجزيرة الأيبيرية – إسبانيا والبرتغال – أمرًا طبيعيًا حسب الخطة التي اتبعها المسلمون أثناء فتوحاتهم وهي تأمين حدودهم ونشر دعوتهم، فبعد أن وصل تيار الفتح إلى شمال إفريقية، وبعد أن أرسى موسى بن نصير ومن معه كلمة الإسلام في الشمال الإفريقي، كانت الخطوة التالية الطبيعية هي فتح الأندلس دخل الإسلام بلاد الأندلس من عام 92هـ واستمر حكم المسلمين بها إلى عام 897هـ وهي فترة طويلة شهدت أحيانًا قوة المسلمين وأحيانًا أخرى ضعف وتخاذل إلى أن سقط الحكم الإسلامي بتلك البلاد، وتعرف الأندلس بهذا الاسم نسبة إلي قبائل الفندال أو الوندال فسميت هذه البلاد بفانداليسيا ومع الأيام حُرّف إلى أندوليسيا فأندلس.
فكرة الفتح تعود فكرة فتح الأندلس إلى أيام الخليفة الراشد عثمان بن عفان، فقد فكر عقبة بن نافع سنة 63هـ في اجتياز المضيق إلى إسبانيا، ولكن التنفيذ الفعلي للفتح كان في زمن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، بعد أن نُوقِشَت خطة الفتح بينه وبين قائده على شمال إفريقية موسى بن نصير موسى بن نصير: ولد موسى في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 19هـ= 640م، بقرية يقال لها كفر متري – من قرى أرض الشام في جبل الجليل- ونشأ في وسط وثيق الصلة بأمور الحرب والجندية، فتوطدت صلته بقادة الفتح وأعلام الفكر الإسلامي، في دار الخلافة بالشام، وأخذ عن أبيه الجرأة والصراحة والورع، فظهرت عليه علامات الطموح ومؤهلات القيادة منذ نعومة أظفاره، وكانت نشأته مع أبناء الخلفاء الأمويين كمروان بن عبد الملك وبشر بن مروان من العوامل التي مهدت له طريق المستقبل
بعد نقاش فكرة الفتح أرسل موسى بن نصير أحد ضباطه ويدعى طريف بن مالك المعافري على رأس قوة عسكرية إلى ساحل إسبانيا الجنوبي في مهمة استطلاعية وذلك في عام 91هـ= 710م فنزل طريف في جزيرة بالوماس، وأغار على المناطق المجاورة وأصاب سبيًا كثيرًا وعاد محملاً بالغنائم، وأقنعته هذه الحملة بضعف وسائل الدفاع الإسباني، بعد ذلك أرسل موسى بن نصير في عام 92هـ= 711م قوة عسكرية قوامها سبعة آلاف مقاتل بقيادة طارق بن زياد نائبه على طنجة
طارق بن زياد: من المعروف أن طارق مولى مغربي أمازيغي لموسى بن نصير، وهو أيضا من البربر الزناتيين أو النفزاويين، وقد أسلم والد طارق منذ أيام عقبة بن نافع الفهري وقد قيل إن طارق: طويل القامة، ضخم الهامة، أشقر اللون، وتنطبق هذه الصفات على عنصر البربر" وقد كان طارق بن زياد حسب الروايات الأدبية والنقدية شاعرًا؛ إذ أورد له المقَّرِي في كتابه (نفح الطيب) بعض الأبيات الشعرية نقلاً عن الحجاري في المسهب وابن اليسع في المغرب، وهي:
ركبنا سفينــــا بالمجاز مقيرا عسى أن يكون الله منا قد اشتـرى نفوسا وأموالا وأهلا بجنة إذا ما اشتهينا الشيء فيها تيســــرا ولسنا نبالي كيف سالت نفوسنا إذا نحن أدركنا الذي كان أجدر
[1] عمليات الفتح كان طارق عسكريًا ناجحًا وقائدًا ممتازًا، مخلصًا للإسلام، متحمسًا لنشره في بقاع الأرض؛ لذا بدأ طارق بالتجهز للعبور؛ فقام ببناء عدد كبير من السفن؛ ليتمكن من عبور المضيق الفاصل بين أفريقية وأوربا. عبر طارق بن زياد المضيق فنزل تجاه الجزيرة الخضراء، وسيطر على الجبل الذي حمل اسمه منذ ذلك الوقت، ثم تقدم حتى بلغ بحيرة خندة - غربي إسبانيا - وعلم بالحشود الضخمة التي حشدها لذريق ملك الأندلس، فطلب النجدة من موسى بن نصير، فأمده بخمسة آلاف جندي، والتقى الجيشان عند وادي لكة 92هـ= 711م وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وتم القضاء على الجيش القوطي بعد ذلك توغَّل طارق بن زياد في البلاد ففتح قرطبة وطليطلة في أوائل عام 93هـ= 712م، ثم فتح شذونه والبيرة وغيرها من المدن؛ مما شجَّعه إلى أن يكتب إلى موسى بن نصير يخبره بما حقق من انتصارات، فشجع ذلك موسى بن نصير على العبور بنفسه إلى الأندلس في عام 93هـ= 712م، ففتح مدنًا كثيرة مثل قرمونة وإشبيلية ودخل ماردة صلحًا، وامتدت فتوحاته إلى برشلونة شرقًا وأربونا في الجوف وقادش في الجنوب، وجليقية في الشمال الغربي. ثم اجتمع القائدان المسلمان في مدينة طلبيرة لتقويم ما تم إنجازه من خطة الفتح، وما سيتم فتحه في المستقبل، واشتركا معًا في فتح مدينة سرقسطة في إقليم أرغوان، واخترق موسى جبال البرينييه الفاصلة بين إسبانيا وفرنسا، فغزا ولاية سبتمانيا، وفتح قرقشونة وناربون، كما غزا وادي نهر الرون ووصل إلى مدينة ليون، في حين اجتاز طارق وادي الأبرو وغزا جليقية. وتلقى في هذه الأثناء كل من موسى بن نصير وطارق بن زياد أمرًا من الخليفة بوقف العمليات العسكرية والعودة فورًا إلى دمشق – ربما كان ذلك خوفًا من الخليفة على المسلمين من كثرة التوغل في تلك البلاد- وعين الأول قبل مغادرته ابنه عبد العزيز حاكمًا على الأندلس نيابة عنه يتضح من خلال هذا العرض التاريخي لفتح المسلمين لبلاد الأندلس، أن المسلمين أتموا فتح بلاد الأندلس ولم يتجاوز عددهم الثلاثين ألفًا، وكان المسلمون يقومون بهذا الفتح ويعرفون أن أعدادهم أقل بكثير من عدوهم، لكنهم كانوا يتفوقون على ذلك بالإيمان القوي المتدفق، وكانوا مستعدين لكل تضحية مهما عزت لنصرة الإسلام ومن الأمور المهمة التي يجب الإشارة إليها أيضًا أن مهمة الفتح الإسلامي لا تنتهي أو تتوقف عند النصر الحربي، بل بعده تبدأ؛ وذلك ببيان الإسلام والدعوة إليه، وهي مهمة ما بعد الفتح على لسان الفاتحين وفي سلوكهم وتصرفهم وقد عاش الأندلس في ظل الحكم الإسلامي فترات من القوة، وفترات أخرى من الضعف. [1] عصور القوة في تاريخ الأندلس 1- فترة القوة في عهد الولاة 2- عهد الإمارة الأموية 3- عهد الخلافة الأموية 4- الدولة العامرية أو عصر سيطرة الوزراء 5- دولة المرابطين 6- دولة الموحدين فترة القوة في عهد الولاة عبد الرحمن الغافقي عبد الرحمن بن عبد الله بن بشر بن الصارم الغافقى، كنيته أبو سعيد ولقب بأمير الأندلس والغافق قبيلة في اليمن ينسب إليها، رحل إلى إفريقية ثم وفد على سليمان بن عبد الملك في دمشق وعاد إلى المغرب فاتصل بموسى بن نصير وابنه عبد العزيز أيام إقامتهما في الأندلس، ولى قيادة الشاطئ الشرقي من الأندلس، وبعد مقتل السمح بن مالك أمير الجيوش انتقل إلى أربونة فانتخبه المسلمون فيها أميرًا وأقره والى إفريقية، ثم نشأ خلافًا بينه وبين عنبسة بن سحيم فعزل عبد الرحمن وولى عنبسة مكانه وصبر عبد الرحمن يغزو مع الغزاة، حتى ولاه هشام بن عبد الملك إمارة الأندلس سنة 112 هـ ليكون سابع الولاة عليها، وكان صالحًا حسن السيرة في ولايته
استطاع عبد الرحمن الغافقي القضاء على النزاعات القبلية وتوحيد الجميع تحت رايته، فكان تجرده القبلي أحد أسباب النجاح الذي حققه فاحترمه الجميع واستطاع أن يجتاح بجيوشه وادي الرون إلى عمق فرنسا حتى نهر اللوار، إلا أن هُزِمَ وسقط شهيدًا في معركة بلاط الشهداء أمام شارل مارتل في 114هـ= 732م
الإمارة الأموية فترة القوة والازدهار عبد الرحمن الداخل (صقر قريش): هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان مؤسس الدولة الأموية بالأندلس، بعد أن سقطت الخلافة الأموية على أيدي العباسين وأخذ الولاة العباسيون يتعقبون الأمويين ويقتلونهم، إلا أن عبد الرحمن بن معاوية استطاع الفرار منهم، واتجه إلى المغرب ومنها إلى الأندلس ليؤسس دولته هناك، وقد لقب عبد الرحمن بن معاوية بالداخل لأنه أول من دخل الأندلس من بني أميه حاكمًا، وقد لقبه أبو جعفر المنصور بصقر قريش لبراعته وتوليه الحكم في الأندلس بعد أن كان هاربًا من أيدي العباسيين ومن الأمور المهمة التي يجب الإشارة إليها أن عبد الرحمن بن معاوية قد تربى في بيت الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك الذي كان عهده عهد ازدهار الدولة الأموية فكان قصره مدرسة للتعلم من كل المهارات والفنون فمنه تعلم عبد الرحمن استطاع عبد الرحمن الداخل القضاء على الثورات والصعوبات الداخلية التي واجهته، وأصبحت فترة حكمه من أقوى الفترات التي حكمت فيها الأندلس، فقد كان رجلاً موهوبًا جمع صفات كثيرة من الحزم والسياسة. وقد تعرضت الأندلس أيام عبد الرحمن الداخل إلى محاولة قام بها شارلمان للاستيلاء على سرقسطة – أي الثغر الأعلى- ولكن لحسن الحظ أن الأندلس كان مجتمعًا تحت راية عبد الرحمن في ذلك الحين فتمكن من النجاة من ذلك الخطر بدء مرحلة الاستقرار: تعتبر هذه الفترة فترة ازدهار وقوة بعد فترة الضعف التي مرت بها الأندلس في عهد الولاة والدليل على ذلك ما قام به عبد الرحمن بن معاوية من أعمال العمران فقد بدء في ببناء مسجد قرطبة عام 170هـ واستمر بناؤه سبع سنوات، بالإضافة إلى تجميل المدن وتشيد دارة سماها الرصافة في ظاهر قرطبة، وكان من ضمن ما غرسه فيها نخله أتى بها من الشام فأنشد فيها شعرًا يقول: تبدت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخيل فقلت شبيهي في التفرد والنوى وطول التنائي عن بني وعن أهلي نشأت بأرض أنت فيها غريبة فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي سقتك غوادي المزن من صوبها الذي يسح ويستمري السماكين بالوبل
هشام الأول (الرضا) 173- 180هـ كان عادلاً متواضعًا ورعًا تقيًا، شهد عهده تحولاً مذهبيًا بشيوع مذهب الإمام مالك وتخلي الأندلسيين عن مذهب الإمام الأوزاعي الذي كان المذهب الرسمي حتى ذلك الحين، وقد نعمت الأندلس في عهده ببعض الهدوء بعد أن احتوى بطبعه الهادي كل الزعامات القبلية. أما على الصعيد الخارجي، فقد اتجه هشام الأول نحو محاربة النصارى في الشمال مدفوعًا في ذلك بنزعته وحماسه الديني، فحارب الإسبان في ولاية إستورقة كما أرسل حملات صيفية ضد ولاية سبتمانيا في جنوب فرنسا، توفى عام 180هـ= 896م وخلفه ابنه الحكم الأول الحكم بن هشام 180-206هـ: كان الحكم يحب حياة الترف والرياضة والصيد وكان من حوله حاشية متكبرة متعالية، وجندًا قاسيًا عنيفًا على الناس معظمه من الصقالبة. ومن أشهر الأحداث التي وقعت في عهده موقعة الربض في 13 من رمضان 202هـ، وكان السبب فيها أن مجموعة من الفقراء والفقهاء خرجوا يطلبون العدالة لا الحكم، ولكن الحكم تعامل مع الثوار بشكل غير مسبوق في التاريخ الأندلسي فقام بحرق بيوت الثوار الذين اضطروا للعودة للنجاة بأهلهم فقام بقتل الكثير منهم وطرد الكثير منهم من الريف الجنوبي للأندلس. وقد شغلت هذه الفتنة الحكم عن عدوه الصليبي شارلمان الذي أنتهز الفرصة واستطاع أن يستولي على برشلونة سنة 190هـ وأنشأ فيها ثغر أصبح بعد ذلك شوكة في جنب المسلمين. وقد تمكن المرض من الحكم بن هشام بعد حادثة الربض، وتطاولت به العلة وحل به الندم وجعل يتمنى لو لم يتصرف مع أهل قرطبة على هذا النحو، حتى توفاه الله. يتبع | |
|
المصمم010 عضو مميز
عدد الرسائل : 113 تاريخ التسجيل : 05/12/2009
| موضوع: رد: مختصر تاريخ الاندلس ( 1 ) الجمعة 2 أبريل 2010 - 17:03 | |
| جزاك الله كل خير على المعلومات ونتمنى المزيد | |
|