أعماله
وقد كان – رحمه الله
عليه- بارعًا في كل
الخطوط، وعلى رأسها الثلث
والنسخ والثلث الجلى خطوط
الديواني والريحاني
والمحقق والتوقيعي
والرقعة بكل تفصيلاته،
يكتبها بسرعة وأسلوب
محبب، وكان يرسم أجمل
الأختام، وكان يوقع على
أعماله باسم (عزيز) (عبد
العزيز الأيوبي عزيز)
وفيما بعد (الشيخ محمد
عبد العزيز الرفاعي)؛
نظرًا لأنه كان ينتسب إلى
الطريقة الرفاعية.
كتب مصحفاً للملك فؤاد
عام 1340 خلال ستة أشهر ،
وذهبه و نقشه في ثمانية
أشهر، مما يدل على براعته
في مسك القلم و الفرشاة و
السيطرة عليهما بإتقان
وجدارة .
عمل عزيز أفندي قدم عزيز
أفندي من الآثار الكثير
الذي يفوق الحصر، ومن هذه
الآثار التي بقيت ذخرًا
للأمة المسلمة: لوحتان
بخط الثلث الجلى والتعليق
في جامع (ألو) ببورصة،
وأحد عشر مصحفًا منها:
المصحف الموجود عند أمير
أفغانستان، والمصحف
الموجود في الخزينة
الملكية في مصر (الآن في
دار الكتب المصرية)،
ومصحفان في مكتبة
المخطوطات لآيوردى.. أما
بقية المصاحف فليس
معروفًا أين هي؟ وعند
من؟، وثلاث لوحات محلاة
بالخطوط المتنوعة، إحداها
في متحف "طوبى قابى"،
والأخريتان عند أكرم حقي
أيوردى أفندي، وأكثر من
عشرين مجموعة مشق بخطوط
الثلث والتعليق.
ومن آثاره الأخرى في
أنواع الخط العربي منها
"أحسن النماذج"،
و"القصيدة النونية"كتبها
خاصة لتعليم الكتابة
الثلثية و النسخية لطلاب
الأزهر ومدرسة الخط بمصر
في عام 1923، وهي متضمنة
الأحكام الدينية والعقائد
الإسلامية، وقد كتبها
الشيخ عزيز بخطي الثلث
والنسخ فجاءت من أحسن ما
أخرج الأئمة الخطاطون حتى
عصرنا هذا..
وكان الشيخ الرفاعى قد
أرسل خطاباً لشيخ الأزهر
يبين فيه أن هذين
الكتابين هما نموذج
للكتابة الخطية الموزونة
وقد كان يقوم بالتدريس
منهما لطلابه في مدرسة
الخط العربي.
ويقول الشيخ مصطفى مدكور:
"عليك بدوام التدريب من
القصيدة النونية و دوام
النظر إليها، فإنك ستكتشف
في كل مرة سراً جديداً،
لأن الله سبحانه وتعالى
قد أفاض على كاتبها /
الشيخ محمد عبد العزيز
الرفاعى فيوضات ربانية في
الكتابة الخطية".
كما أن له كتابان في
التعليق، أحدهم تعليمي،
والآخر بردة المديح
للإمام البوصيرى. وله
مصحفاً محفوظاً في مكتبة
الملك فهد بالمدينة
المنورة.
شخصيته
كان صالحا تقياً ذا هيبة
ووقار. وكان ينتمي إلى
الطريقة الرفاعية
البكتاشية، وتذكره جميع
المصادر بالتقوى والصلاح
وطهارة القلب، كما تذكره
بالإخلاص ونقاء السريرة.
أعطى جُل وقته للعلم
والمعرفة والفنون، كما
كان مربيًا ومرشدًا، يروى
ظمأ الناس إلى المعاني
الروحية. كان يرسم في كل
كلمة دستورًا للحياة،
ويقدم في كل حركة نموذجًا
حيًا لسُنة من السنن
المأثورة عن النبي – صلى
الله عليه وسلم – يجلس في
مجالسه بروح المريد
وخشوعه، فيضفى إليه
السكينة والخشوع، ولم
يستطع أحد المصريين إخفاء
دهشته من خشوعه الدائم،
فأجابه عزيز أفندي
قائلاً: "إن الله يراني
في كل حين، وهل هناك مكان
وزمان لا يراه الله؟ فأنا
في حضرة الله دائمًا فكيف
لي أن أفسد أدبي في هذه
الحضرة؟".
مميزات خطه
لقبه العارفون بفن
الكتابة الخطية بأمير
الخط العربي في القرن
العشرين يعتبر بحق، وعدته
ركناً مجدداً للخط العربي
في مصر. وقد ذكر في أحد
المصادر انه كان يجيد
اثنى عشر نوعاً من الخط
إجادة تامة إلى جانب
إجادته التامة لفن
التذهيب والزخرفة.
ومن مميزات الرفاعى
الخطية أنه كان يقلد كبار
الخطاطين تقليداً دقيقاً،
ويذكر ذلك في صلب اللوحة
التي يكتبها، كما كان
بارعاً فى الكتابة
المرسلة والمدمجة
والمركبة. و لما كتب
القصيدة النونية راعى
فيها جميع القواعد الفنية
التي يجب إتباعها في
كتابة خط الثلث. وراعى في
كتابته أن تشتمل على جميع
أشكال الحروف التي
يستعملها الخطاط في
كتابته، والتي أبدعها
الخطاطون السابقون من
اختزالات و اختلاسات
وغيرها من التصرفات. كما
التزم بروح التشكيل التي
يجب أن تكون سائدة في خط
الثلث، وقام بالتصرف فيها
بشكل يؤدى إلى جمال
الكتابة والتزم بذلك. و
لم يقم الرفاعى بأداء
كتابة شاذة، أويغير في
شكل الحروف أو ميزانها،
تحت حجة التركيب وغيره من
الحجج، كما يفعل غيره من
الخطاطين.
كما انه التزم بأن تكون
كتاباته متسلسلة في حالة
الإرسال والتركيب، فلا
يقدم حرفاً على حرف ولا
مقطعاً قبل مقطع، فهو
ملتزم بسلوك الورعين
الذين يحافظون على سلامة
الكتابة القرآنية تسهيلاً
يساعد على تسلسل قراءتها.
والرفاعى أبدى براعته في
الكتابة في جميع الإشكال
الهندسية، وكتب لوحات
جامعة لكل أنواع الخط
العربي، كما برع في
التراكيب الخطية، و كان
ميزان كتابته في خط الثلث
ميزاناً مضغوطاً نوعا ما،
بحيث ظهرت حلاوة هذا
الأسلوب في كتابته
المرسلة، وغيره قد يزيد
من اتساع بسط القلم مثل
حامد الآمدى، بحيث لو
وضعت لوحتين من كتابة
هذين الرجلين لظهر الفرق
واضحاً في حلاوة خط
الرفاعى.
المصادر و المراجع
1 - دراسات في فن الخط
العربي وأعلامه، حول
تاريخ وأعمال أمير الخط
العربي في القرن العشرين
محمد عبد العزيز الرفاعى-
إعداد : فوزي سالم عفيفي
2 - حول مناهج تعليم الخط
العربي في مدارس الخط
العربي، الصف الرابع ،
إعداد: فوزي سالم عفيفي.
3 - مجلة مدرسة تحسين
الخطوط الملكية سنة 1362
هجرية – 1943 ميلادية.