هذا الموضوع يتكلم عن معاني اسماء الرسول صلي الله عليه وسلم ودلالاتها , ورايت فيه من الفائدة ان انقله اليكم كما هو , فشكر الله تعالي كاتبه واتمنى لكم الفائدة 0
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ذكر ابن العربي المالكي في تحفة الأحوذي شرح الترمذي عن بعضهم : أن لله تعالى ألف اسم ، و للنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم ، ثم ذكر منها نيفاً و ستين .
و لكل اسم من الأسماء معنى و دلالة ، و قد خصه الله تعالى في كتابه الكريم باسمين : محمداً و أحمد ، و ضمّن أسماءه أثناء ذكره ثناءً عليه و عظيمَ شكره لربه .
حدّث الإمام مالك عن ابن شهاب الزهري مرسلاً عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لي خمسة أسماء : أنا محمد ٌ ، و أنا أحمد ، و أنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، و أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، و أنا العاقب " أي الآتي عقب الأنبياء ليس بعدي نبي .
فأما اسمه أحمد : فأفعل ، مبالغة ً من صفة الحمد ،
و محمّد : مفعّل ، مبالغة من كثرة الحمد ، فهو صلى الله عليه وسلم أجل من حمِد ، و أفضل من حمِد ، وأكثر الناس حمداً ، فهو أحمد المحمودين ، و أحمد الحامدين ، و هو صاحب لواء الحمد يوم القيامة ليتم له كمال الحمد و يشتهر بين الخلائق بصفة الحمد و يبعثه ربه مقاماً محموداً كما وعده يحمده فيه الأولون و الآخرون بشفاعته لهم ، و يفتح الله عليه فيه من المحامد ما لم يُعط غيره من العالمين .
و سمّى أمته و وصفها في كتب أنبيائه بالحمّادين كما في حديث الدارمي عن كعب ابن مالك ، فحقيق أن يسمى محمداً و أحمد .
ثم في هذين الاسمين من عجائب الخصائص و بدائع الآيات الدالة على كمال صفاته لون آخر من أنواع كراماته و هو أن الله جل اسمه حَمَى أن يُسمّى بهما أحد قبل زمانه .
أما أحمد الذي ورد في الكتب السابقة كالإنجيل و بشّرت به الأنبياء فمنع الله تعالى بحكمته أن يُسمّى به أحد غيره و لا يُدعى به مدعو قبله حتى لا يتسرب اللّبس على ضعيف القلب ممن ينظر إلى مجرد الاسم ، و لم يتفكر في حقيقة المسمى أو يشك أحد في معدن النبوة و منبع الرسالة فيستوي عنده الاسمان فيختلط الحق بالباطل .
و كذلك محمد أيضاً لم يُسمّ به أحد من العرب و لا غيرهم حتى شاع قبيل ميلاده أن نبياً يبعث اسمه محمد فسمى قوم أبناءهم بذلك ، رجاء أن يكون أحدهم إياه ، و الله أعلم حيث يجعل رسالته .
ثم حمى الله تعالى كل من تسمى بمحمد أو أحمد أن يدّعي النبوة ، أو يدعيها أحد له ، أو يظهر عليه شيء من خوارق العادات يشكك أحداً في أمره حتى تحققت للنبي صلى الله عليه وسلم السمتان أي العلامتان الدالتان على المحمدية أو الأحمدية و لم ينازعه أحد فيهما .
و أما قوله صلى الله عليه وسلم :
" و أنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر " أي يزيله ربي بسببي ، فهو كلام مجمل يراد به إما محو الكفر من مكة و بلاد العرب و بلاد أخرى دخل فيها الإسلام ، و إما أن يكون المحو عاماً بمعنى الظهور و الغلبة كما قال تعالى : ( ليظهره ُ على الدّينِ كلّه ) ـ الصف 9 ـ أي ليغلبه ويُعليه على الأديان جميعها بإبطال سلطانها و ظهور بطلانها و جاء تفسير ذلك في الحديث الذي رواه البيهقي و أبو نعيم أنه الذي محيت به سيئات من اتبعه .
و قوله صلى الله عليه وسلم :
" و أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي " أي على زماني و عهدي ، و معناه أنه ليس بعدي نبي ، لأنه كما قال الله تعالى : ( و خاتَمَ النّبيّن ) ـ الأحزاب 40 ـ و فيه إيماء إلى أن عيسى عليه السلام بعد نزوله يكون تابعاً له في دينه و حاكماً على وفق قوله و شرعه .
و سمي النبي صلى الله عليه وسلم
عاقباً لأنه الذي عقَب ( أي خلف ) غيره من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام و جاء بعدهم لتكميل الخير و جاء في الحديث الصحيح : " أنا العاقب الذي ليس بعدي نبي "
و معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " لي خمسة أسماء " قيل : إنها موجودة في الكتب المتقدمة و عند أولي العلم من الأمم السالفة .
إن تعدد أسماء النبي صلى الله عليه وسلم
أمارة واضحة على مكانته و تعدد أوصافه و خصائصه لأن لكل اسم معنى خاصاً و صفة معينة و قد طغت شهرة النبي صلى الله عليه وسلم باسم محمد أو أحمد على بقية الأسماء و أما الأسماء الأخرى الباقية فتذكر أحياناً بقصد بيان معناها و أهميتها ، و هي مفيدة لكل من عرف المراد منها و أدرك فحواها .
المرجع : شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم . أ . د . وهبة الزحيلي حفظه الله تعالى ـ دار الفكر ـ دمشق