سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن نبدأبشرح هذا الموضوع المهم علينا ان نعلم الحقيقة العلمية التي تقول :
ان اسلوب تفكير الرجل في الحياة هو اسلوب تركيزي اما اسلوب تفكير المراة فهو اسلوب التعميم وسعة الافق
ولهذين الاسلوبين المختلفين مساؤى كثيرة ويقودان الى مشاكل لا حصر لها ولتوضيح ذلك نقول
المرأة وبسبب سعة الافق في التفكير لا تتمكن من التركيز على امر واحد بل تنظر الى الاحتمالات الاخرى التي تكون لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بذلك الامر
على سبيل المثال فالمراة التي تحاول شراء هدية عيد ميلاد زوجها نراها تقضي وقتا طويلا قد يستغرق ايام فتقوم باستعرض كل الهدايا التي يمكن ان تقدم في مثل هذه المناسبة
اما الرجل فهو على العكس تماما فهو اذا اراد شراء هدية فان اول يفعله هو التفكير اولا ثم التقرير فورا ومن ثم الذهاب الى السوق لشراء الهدية مباشرة
وفي معظم الاوقات تتشاور المراة مع اشخاص اخرين وتطلب رايهم وبعد التشاور يتم اتخاذ القرار
اما الرجل فيفكر بمفرده غالبا فيتخذ القرار ثم يتشاور مع الاخرين وبعدها قد يتمسك بقراره او يغيره
وبدون فهم وادراك لهذا الفرق في اتخاذ القرارت فان المشاكل ستظهر لا محال
فالرجل الذي يتخذ قرارا ما ويعرضه على المراة لاخذ رأيها 00نراها تستاء وتغضب ظنا منها ان الرجل لم يهتم بها ولا بمشاعرها ولا برأيهاوان قرارههذا نهائي
والحقيقة ان الرجل لم يقصد ما فهمته المراة ابدا والدليل على ذلك انه يحاول ان يتشاور معها
ولو كان لديها اي راي مغاير فهو مستعد لسماعه ومناقشته وهو مستعد حتى الى تغيير قراره اذا اقتنع بكلام المراة
والمشكلة ان المراة لا تظن هذا بالرجل بل انا تعتقد انه اهملها فنراها تتالم وتزعل ولا تبدي اي رأي فتقول ما فائدة رأيها اذا كانالرجل اتخذ قراره النهائي (هذا تصورها)
والرجل فهو في الحقيقة لم بقصد ذلك ابدا فهو يعتقد انه يعرض الفكرة على المراة وان الفرصة سانحة امامها لابداء رأيها وهو ينتظر الجواب
نعم هذا الجواب الذي له وزن واعتبار كبير لدى الرجل
وهنا عندما تلتزم المراة الصمت ولا ترد على الرجل (استياء وغضبا)يعتقد الرجل ان سكوتها دليل على موافقتها
وقديكون ردها الغضب فتحاول التصدي له واثنائه عن رأيه وبدلا من النقاش تبدأبالهجوم عليه وعلى قراره الذي اتخذه لوحده والذي يمثل في نظرها تهميش لوجودها
ولا تستوعب ان الرجل انما يعرض عليها القرار من اجل سماع رايها الذي يمثل العامل الاساسي لتنفيذ هذا القرار او الغاؤه
وهي في هذه اللحظة لا ترى في الرجل الا انانيا ديكتاتوريا لاتخاذه القرار بعيدا عنها
فاذا قال الرجل :لقد قررت اليوم ان نذهب الى المطعم لانه لابد من قليل من الترفيه عن انفسنا
فان ما تسمعه المراة هو:لقد قررت ان اذهب الى المطعم اليوم لانه هذا ما خطر لي ولا يهمني رايك لانني قررت ذلك ولا مجال للمناقشة وكل ما عليكي هو التنفيذوالطاعة
وفي تلك اللحظة تتذكر كيف انها عرضت من ايام عليه الذهاب الى المطعم ورفض
فيتأكد لها انه مجرد انسان اناني لا يهمه سوى نفسه 00ولو كان يهتم برأيها لسأله اولا قبل ان يقرر00
لم يقل الرجل المسكين ذلك الا ان ما فهمته المراة بسبب طبيعتها النسائية تدل على ذلك
هذا ما يحصل حين يتخذ الرجل قرارا
اما حين تحاول المرأة ان اتخاذ القرا ر وما موقف الرجل من ذلك فهو:المراة قبل اتخاذ القرار تحاول التعمق والحصول على مزيد من المعلومات وهذه العملية بالنسبة للرجل طويلة ومملة وتجعله يظن في المراة انها جاهلة او تتظاهر بالجهل
بينما الحقيقة ان المراة بسبب طبيعتها الخاصة تحاول التعمق والتوغل في صلب الموضوع للوقوف على كل الاحتمالات قبل اتخاذ القرار
مثال ؛ذات يوم جاء احمد لزوجته نهلة وقال لها (سيتم افتتاح معرض الكتاب الدولي يوم الخميس القادم واظن انها فرصة للذهاب هناك والاطلاع على احدث الكتب)ردت عيه الزوجة نهلة قائلة (لا ادري )
(لا ادري) تلك العبارة التي قالتها نهلة محاولة منها للتوغل الى اعماق الموضوع وكذلك محاولة منها لربط تلك الزيارة بامور الحياة اليومية الاخرى والخروج بعد ذلك برأي وجواب
ما فهم الرجل من (لا ادري )هذه هو رفض المراة لا قتراحه وبدأ يقول في داخله (انا اكره ذلك انها عملية بطيئة 0 ان لم تكن راغبة في الذهاب فلماذا لا تقول رايها بصراحة 00انها فعلا امراة مسيطرة)
لذلك لتفادي هذه الواقف يجب على كل من الطرفين تفهم طبيعة الاخر وادراك اختلافها عن طبيعته
فعلى الرجل التحلي بالصبر تجاه تردد المراة لانها تحتاج الى الوقت لتقرر
وعلى المراة ان لا تسيئ فهم الرجل وتدرك انه لا يحاول الغاء وجودها بالعكس انه يريد دعمها ومشاورتها لتنفيذالقرار او الغاؤه
وهذا الفهم لطبيعة الاخر هو الذي يساعد على تجنب كثير من المشاكل
من كتاب الدكتور طارق كمال النعيمي
وهناك المزيد