ثمة تغير في اتجاهات المرأة .. فالقراءة بالنسبة لها الآن ليست مجرد هواية أو تسلية.. (لمياء العبدالقادر) تصف لنا هذا قائلة: «كنت أقرأ القصص والروايات في أوقات فراغي.. وبعد الزواج أفتقدت قراءاتي تلك.. صرت مشغولة بمحاولة فهم كل ما يقوم به زوجي.. ومشغولة أكثر بالإحباط الذي يتلو كل محاولة.. باختصار وصلت إلى مرحلة الشك في أني (غبية)!.. لكن منذ مايقارب الخمس سنوات أيقنت فعلاً أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة.. فأصبحت أقرأ كتباً أكثر ل د. جون غراي وديبورا تانين وجاي كارتر وأشاهد أفلاماً ل رينيه زيلويغر وهلين هنت وجود لو فقط لأجد مبرراً لكل تصرفاته.. لكنني لا أبحث عن حلول..
الغريب أن زوجي كان متحمساً جداً لمشاهدة فيلم ميل جيبسون (ماذا تريد النساء؟!)».
وتؤكد الأخصائية النفسية الأستاذة (لولوه الرشيد) هذا الأمر: «النساء مهتمات فعلاً بإنجاح حياتهن الزوجية.. ومن أجل ذلك فهن يسعين إلى المعلومة التي تفيدهن عبر مصادرها المختلفة.. والكتاب أهم مصدر بالنسبة لهن حتى في كيفية التعامل مع أطفالهن».
الجدير بالاهتمام أن هذا الموضوع أصبح مصدراً مهماً لإقامة دورات عديدة ومختلفة من ضمنها (فن العلاقة الزوجية).. و(كوني لزوجك عشيقته).. وتلقى إقبالاً كبيراً من السيدات.. تخبرنا (نهله محمد) عن تجربتها: «التحقت بدورتين هنا وفي الكويت.. ولمست فائدة فعلية.. وأنوي قريباً أن التحق بالثالثة».
الكتب التي باتت تتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة وايجاد قنوات تواصل فيما بينهما خرجت بعضها لأهداف تجارية بحتة لأنه الموضوع الأكثر إغراءاً للقراءة.. وطبعاً الأكثر ربحية.. لذلك فمعظم الأفكار المطروحة فيها أفكار مثالية جداً ومن أناس غير مختصين.. تقول (نورة المقبل): «قرأت عشرات الكتب للبحث عن حل لمشاكلي الزوجية.. غير أنني أخرج خالية الوفاض.. فأغلب مايكتب.. أمور لايمكن تطبيقها على أرض الواقع.. وفي حال أمكن تنفيذها فهي في مجتمع لايشبه مجتمعنا». في حين كان ل( شذا عبدالله) رأى آخر في هذا الشأن: «قرأت كثيراً عن العلاقات الزوجية.. وزاد إيماني بأن الرجل خارج هذا (المنهج/ القاموس).. لأنه غير مستعد للحوار. وربما يتهكم على أفكارك (السخيفة).. وكل الحلول المطروحة في هذه الكتب تبدأ بالحوار كنقطة انطلاق.. ولأجل ذلك صرت اكتفي بمشاهدة البرامج الحوارية
«مهما كانت الفائدة من هذه الكتب فهي محدودة جداً.. لأن أغلب الكتب أجنبية.. أما الكتب العربية فلم تتغير عن لغة (الجدات) فهي مازالت تنصح المرأة في الغالب بأن تتحمل وتصبر وتتغير.. وتتنازل.. وفي الأخير يصبح لاصوت لها!».
آراء مختلفة.. ومتناقضة جداً.. لكنها تدفعنا لطرح سؤال مهم: «هل سيظل الرجل بالنسبة للمرأة.. اللغز الذي لاحل له؟!».
__________________