نشأة الخط العربي وتطوره

نشأة الخط العربي وتطوره
أما السيد محمود شكر الجبوري فيقول في كتابه ( نشأة الخط العربي وتطوره ) :
ترجع الخطوط في الدنيا لأربعـة فروع هي الأمهات لهذه الأصناف المختلفة مـن الحروف في العالم . وهذه الأنواع هي :
1 ـ الخط المسمـاري : وهو الخط الذي استعمل في بابل وآشـور وما حولها من مناطق العالم .
2 ـ الخط الحيثي : الذي كان مستعملاً قديماً في الشام .
3 ـ الخط الصيني : وهو الخط الذي استعمل في جنوب شرقي آسيا وتفرعـت منه أنواع عدة ما زالت مستعملة حتى يومنا هذا .
4 ـ الخط الهيروغليفي : وهو الخط الذي انتشر في البلـدان المجـاورة ومـن فروعه الخط الفنيقي .
ويقسـم الخط المصري إلى ثلاثة أنواع:
1 ـ الخط الهيروغليفي : وكان هذا الخط خاصاً بالكهّان وخَدَمة الدين.
2 ـ خط الخاصّـة : وهو خط عمال الدواوين وكتّاب الدولـة.
3 ـ خط العّامـة : وهو خط الكاتبين من عامة. وهو من الخطـوط البسيطة .
الفنيقيون خالطوا المصريين وأخذوا من حروفهم خمسة عشر حرفاً مع تعديـل بسيط ، وأضاف الكنعانيون باقي الحروف واشتهرت بواسطتهم في آسيـا وأوروبا
الخـط اللحيـانـي
هو الخط الذي عثر على نقوشه والتي أصلها الخط المسند فـي الحجـاز ومـا جاورها والتي سميت بالقلم الصفوي أو اللحياني ، وسمي بالصفوي لوجود شبـه بذلـك الخط .
أما لماذا سمي بالخط اللحياني فلأنهم عثروا على بعض أسـماء ملـوك بنـي.
ويشكل هذا الخط الفرع الثالث من المسند الحميري .
ويذكر ديفلت نيلسون أنه تمّ العثور على 400 كتابة لحيانية مـن تـراث هـذا الشعب الذي طمست معالم آثاره .
والقلم اللحياني شبيه بالقلمين الثمودي والصفوي القريبين من المسند .
أما لغتهم فقريبة من لغة الثموديين والصفويين وأصنامهم نفس الأصنام . وفـي نظر أهل الأنساب أن بني لحيان هم أبناء لحيان بن هذيل بن مدركة بن إليـاس بـن مضر ، سكنوا قبل الإسلام بزمن قليل شرقي مكة ومنهم شعراء ، وتقع منازلـهم حاليـاً داخل الحرم وظهر منهم في الإسلام اللغوي اللحياني المتوفى سنة 223 هـ .
نشـأة وتطـور الكتـابة والخط العربي
لقد لخص الباحثـون الأطوار التي مرت بالكتابة قبل أن تصـل إلـى طورهـا الهجائي الحالي .
أ ـ الطور الصوري ( الدور الصوري الذاتي ) : والذي فيه لجأ الإنسـان القديـم لتصوير ما يريد التعبير عنه بالصور والرسـوم .
فإذا أراد الإنسان في هذا الطور أن يرسل رسـالة إلى امرأته أو إلـى صديقـه يقول فيها أنه ذاهب إلى صيد الحيوانات مثلا ، كان يلجأ إلى تصوير مشهد يـدل أنـه ذاهب إلى الصيـد ، كأن يرسم رجلا بيده رمح ، أو آلة حادة أو نحوهـا يركـض وراء حيوان . ولا شك أن هذه الطريقة في الكتابة تستلزم آلاف الصور فضلا عن أنهـا تعجـز عن التعبير عن المعاني والأفكار المجردة .
ب ـ الطور الرمزي ( الدور الصوري الرمزي ) : وفيه تقدم الإنسان القديـم خطوط كبيرة في الكتابة ، إذ رمز إلى المعاني أو إلـى الأفكـار المجـردة بالصـور . فإذا أراد التعبير عن المحبة مثلا كان يرسم إليها كالحمامة مثـلا ، وإذا أراد الرمز إلى الملك صور تاجا مثلا وإلـى النهار رسم شمسـا وفـي هذا الطور أصبح الإنسـان يستطيع رواية قصـة قصيـرة برسـم صـور متسلسلـة تدل على أشخاصهـا وأحداثها.
وهكذا انتقلت الكتابة من ( الصورة الكلمة ) إلى ( الصورة الرمـز ) فـأصبحت صورة القدم مثلاً ترمز إلى المشي أو الذهاب لا إلى القدم نفسهـا .
وفي الكتابة المصرية كان مشاهيـر الهيروغليفيـة يعرفون حتـى 2500 علامـة مختلفـة .
وفي الكتابة الصينية كان يُحصى 45000 علامة على الأقل.
ج ـ الطور المقطعي : وهو دور بدء الكتابة الهجائية إذ لجأ الإنسـان فيـه إلى تمثيل مقاطع الكلمة بصور لا علاقة لها بالكلمة نفسها ، فلو افترضنا أن كاتباً مصرياً أو بابلياً أراد أن يكتب كلمة تبدأ بالمقطع ( يد ) كما في ( يـد حر ) فإنـه كان يصور صورة ( يد ) .
وهكذا انتقلت اللغة من دور لا يتم التعبير فيه عن معانيها إلا بألوف الصور إلـى دور يكفيها فيها لهذا التعبير بضع مئات.
د ـ الطور الصوتي أو الأكروفوني: وفيه لجأ الإنسـان إلـى اسـتخدام الصور للدلالة على حروف الكلمة بدلا من مقاطعها فهو إذا تطور ( الطـور المقطعي ) أو مرحلة متقدمة منه إذ يكفي للتعبير عن الأشـياء والأفكـار جميعا عدد محدود من الصور يساوي عدد الحروف الهجائية .
فللتعبير عن كلمة ( شرب ) مثلا يرمز الإنسان القديم إلى الحرف ( ش ) بالشـمس وإلى الحرف ( ر ) بالرفش وإلى الحرف ( ب ) بالبيت . وهكذا .
هـ ـ الطور الهجائـي الصـرف : وهو مرحلة متطورة إذ تم فيـه اسـتبدال الصورة الرامزة إلى الأصوات بالحروف .
ويعزى اكتشـاف الكتابة الهجائية إلى الفنيقيين سكان الشاطئ الممتد من اللاذقيـة شمالا إلى الكرمل جنوبا إلى البقاع وقليلا بعده إلى الشـرق .
هكذا انطلق الحرف !