الفنان مسعد خضير البورسعيدي كما يحب تسمية نفسه وكما يوقع على لوحاته..
هو أكبر الخطاطين وأدقهم في مصر والعالم العربي يكتب الخط الثلث بدقة
وكأنه الوزير ابن مقلة واضع أصول الخط العربي أو ابن البواب اشهر خطاطي
العصر العباسي..
ربما يظن البعض أن الخطاطين يسيرون في طريق الاتباع وليس الإبداع
لكن كل خطاط له لمساته وروحه التي تنعكس على أعماله وهكذا كان مسعد خضير ابن بورسعيد المخلص الذي انتقل إلى القاهرة لينشر
خطوطه الجميلة في الحسين والجمالية وكل أنحاء القاهرة ومصر عبر التليفزيون
المصري. في ورشته بالجمالية بجوار شارع المعز وخان الخليلي كان اللقاء
الذي بدأناه
بالحديث عن بداياته مع الخط العربي : تعلمت الخط في صباي على يد شقيقي الأكبر الحاج محمد خضير بينما كان يقوم
بكتابة الشعارات المناهضة لقوات الاحتلال الإنجليزي والفرنسي على جدران
المنازل والأبنية وعلى طرق الأسفلت في بورسعيد عام ,1956 وأعتبر أخي محمد
هو أستاذي الأول في الخط العربي بعد أن توجه إلى التجارة والاستيراد بعد
تحول بورسعيد إلى منطقة حرة.
ثم بدأت في سن العاشرة بالعمل في كتابة الإعلانات وواجهات المحلات وكنت أكتب بكلتا يدي اليمين واليسرى. أما في الكبر
فقد تعلمت الخط على أيدي كبار الخطاطين وهم محمد حسني وسيد إبراهيم ومحمد عبد القادر.
الخطاط في خطر * وما رأيك في أحوال الخط العربي الآن؟ ـ الخط العربي في خطر بسبب استخدام خطوط الكمبيوتر وانتشاره في الدول
العربية.. وربما يكون للدول العربية العذر لأن عدد الخطاطين بها قليل جدا
أما هنا في مصر فلدينا عشرات الآلاف منهم لكن الأمر هنا يشبه الصرعة
والتقليد فالكمبيوتر أصبح بديلا للخطاط بل أصبح الخطاط الوحيد لدينا ولا
أحد يعرف مصير 700 خطاط مصري يتم تخريجهم سنويا حيث لدينا الآن 168 معهدا
لتحسين الخطوط تنتشر في أقاليم مصر.
*
وما هي في رأيك أخطار الكمبيوتر على الحروف العربية؟ ـ
الكمبيوتر لا يمكن أن ينتج الخط العربي الحقيقي فهو لا ينتج سوى الحروف النمطية كما أن الكمبيوتر لا يعطي اللوحات الأصلية
بل أن ما ينتجه هو نسخ وصور وخطورته أنه يشوه الخط العربي ويجعله عرضه للانقراض فالذي يستعمل الآلة الحاسبة لن يرهق ذهنه في حساب الأرقام وهكذا فإن الخط العربي يتعرض للاندثار مع اندثار الخطاطين أنفسهم. *
من هم جمهور لوحات الخط العربي والذين يقتنون لوحاتك؟ ـ لوحاتي يقتنيها العرب والاجانب والذين يقتنون الخط العربي قلة قليلة, وقد
اقتنى اعمالي سلطان بروناي ودار الأوبرا المصرية وولي عهد الكويت ورئيس
مجلس الوزراء وكذلك وزارة الأوقاف الكويتية ومتحف لاهور بباكستان وكلية
الفنون العراقية.
جمعية الخط * قمت بتشكيل جمعية للخط العربي فما هو أهم أنشطة تلك الجمعية؟ ـ أهم نشاط هو عمل عيد سنوي للخط العربي وهو يواكب عيد الحب في الرابع من
نوفمبر كل عام.. كما تقوم الجمعية بعمل معرض سنوي عالمي وجوائز يتم
توزيعها على الأعمال الجيدة وستقوم الجمعية بالاشتراك مع وزارة الثقافة في
إقامة معرض عالمي للخط العربي في قاعة الفنون بالأوبرا.. وللعلم فإن عدد
أعضاء الجمعية وصل إلى ثلاثة آلاف عضو. *
على المستوى العربي بماذا تطالب المسئولين عن المؤسسات التعليمية تجاه الخط العربي؟ ـ المفروض أن يكون الخط العربي مادة أساسية بالمراحل التعليمية, ولذلك من
الضروري الاستعانة بخريجي معاهد تحسين الخطوط في تعليم الخط,
فالخط العربي هو جزء هام من تراثنا الذي يجب الحفاظ عليه باعتباره ثقافة عربية خالصة..
ويجب تجميع الآثار الفنية لأعمال الخط العربي وحفظها من الاندثار فهناك
عشرات الخطوط التي تندثر مع الوقت حتى أنه لم يبق من الخطوط العربية سوى 6
أنواع مستعملة فقط في حين تجاوزت أنواع الخطوط العربية المئة نوع.
* وما هي أهم أعمالك في الخط العربي؟ ـ قمت بأعمال كثيرة لنشر الخط العربي منها إعداد وتنفيذ عدة برامج عن الخط
في التلفزيون المصري والمحطات الفضائية والتليفزيون الألماني الذي أنتج
فيلما تسجيليا عن أعمالي أما المعارض الفنية فقد قمت بعمل أكثر من 60
معرضا في مصر وحوالي عشرة معارض خارج مصر, وقمت بعمل برامج تعليمية للخط
العربي في القناة الفضائية المصرية للخطاط وللتلميذ, كما صور التلفزيون
الصيني فيلما عن إبداعاتي في هذا المجال.. ولعل قيامي بتدريس الخط العربي
في مدارس الخطوط, ثم تأسيسي لأكاديمية الخط العربي والإشراف عليها هو أهم
هذه الأعمال.. بالإضافة لذلك
كتبت المصحف الشريف ست مرات في 7 آلاف لوحة كل مرة لـ6 محطات تلفزيونية عربية, وكتبت أيضا لعدد كبير من المساجد الكبرى في مصر.
خطوط تندثر * تحدثت عن خطوط عربية تتعرض للاندثار ما هي تلك الخطوط؟ ـ كثير من الخطوط القديمة مثل الخط النيطي والنيسابوري والخطوط المملوكية
تضمحل وتفنى لأنها لا تستخدم رغم قيمتها الفنية الكبيرة وأنا أسعى
لاستعادة الخط النيسابوري وتقنينه, والمفروض أن الخطوط العربية المندثرة
والتي تعد بالعشرات تجد من يبحث عنها ويحفظها من الضياع وخاصة أنها تمثل
تراثا هاما للعرب وللمسلمين.
* نسمع عن أسماء عربية وأعجمية للخطوط العربية فما هي أصلها؟ ـ الخط الديواني مثلا ينسب للخط المستخدم في الدواوين العثمانية أما
الرقعة فهو منسوب إلى الرقاع التي يكتب عليها قديما وكانت تصنع من الجلد
الرقيق للماعز, أما الكوفي فهو ينسب للكوفة بالعراق وهو من أوائل الخطوط
العربية والثلث هو أقوى الخطوط العربية ويكتب بثلث القلم البوص والذي نطلق
عليه (البسط). *
هل تعتقد أن المؤسسات الثقافية العربية تكرم الخطاطين وتثمن أعمالهم؟ ـ ربما يحدث ذلك في حدود ضيقة, لكن تم ذلك في أسيوط عام 96 وهو عيد الخط
العربي وأيضا منحت جائزة الكوفة التقديرية في الخط العربي عام 1995
والوسام الذهبي لمهرجان كاظمة العالمي للخط بالكويت كما أنني عضو لجنة
التحكيم الدولية باسطنبول القائمة على الحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي.
للاخ Memory
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]