ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان المحرك الاساسي لثوره الشباب العربي في كل من تونس ومصر واليمن وسوريا والبحرين والمغرب والاردن وما خفي عن
الاعلام ايضا ليس الوضع الاقتصادي المزري والفقر والجهل ولا فساد وعهر الساسه وحاشياتهم فقط بل ان الدافع الاقوى لمواجهه اله
القمع والقتل الدمويه للنظام وتقديم التضحيات هو الامل , وهو الحلم بمستقبل افضل يقوم على حريه التعبير والعيش والسكن والعمل
والتنقل والمشاركه في البناء والتطور واحترام الانسان المواطن العادي قبل اي رئيس او وزير او وكيل , فخروج زين العابدين
وقوله : الان فهمتكم , يدل على تفاهه وعدم مبالاه بالشعب ,وانا متاكد تماما انه طيله فتره حكمه كان ( محشش ومعبي الطاسه ) فلم
يكن يعي او يفهم ( مثله كمثل الحمار ), وقول حسني مبارك : لم اكن انوي الترشح , خداع ومكر وتضليل , فلو قال هذا لفرعون او
هامان لصدقه اما للشعب ( ما بيهضمها ) , وسؤال القذافي للشباب الثائر : من انتم ؟ يدل على الاستهتار وجنون العظمه , ولكن اي
عظمه ؟ ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ) والامر يتكرر في كل بلد عربي ومع كل ( زويعم ) نصب نفسه بقوه العسكر او ورث المنصب
عن والده او جده, فالاستعمار والانظمه ( الوطنيه ) التي جاءت بعد الحقبه الاستعماريه قسمت الوطن العربي جغرافيا وسياسيا ودينيا
واقتصاديا وثقافيا وجعلت منه مجتمع استهلاكي في الماكل والملبس والتعليم والصحه واهم امر في الامن والتنسيق الامني ضد
الشعوب بحجه بعبع او غول التنظيمات الارهابيه والمسلحه, حتى بات الاعتقاد السائد في العالم ان الشعوب العربيه لا تستطيع ان
تصنع ابره , وان هم العربي هو الاكل والنساء فقط , فرسوم والت ديزني المتحركه رسخت صوره العربي بالشرير الذي يعيش في
قصر وهو جشع وسمين ورائحته كريهه ويحتجز في قصره حسناء شقراء , اظنها ( جوليا روبرتس ) وياتي بعدها البطل واظنه
( جورج بوش الابن ) ويحرر الحسناء ويقضي على العربي وبدون اي نوع من انواع المقاومه .
هناك من يقول ( اذا اردت ان تختبر شخص فاعطه منصب ) ونحن في حالتنا العربيه لا نريد ان نعطي او نبقي احد في منصب
الزويعم , ما يريده الشباب هو الشراكه والبناء والتطور والقضاء على الفساد والسرقه والتسلط باشكال ووسائل سلميه وراقيه ويقابلها
النظام بالقتل والتخريب معتقدا ان بامكانه ان يبقى في الحكم من خلال القتل والتهديد بالاعتماد على الجيوش المدربه فقط على مكافحه
الشغب وليس حمايه البلاد والعباد , فما حدث في مصر وتعريه شابه متضاهره والدوس على بطنها يؤكد ما قلناه سابقا ولكن لا عزاء
فالبناء التنظيمي والامني والثقافي والاقتصادي فاسد والتغيير يجب ان يشمل كل ذلك وبشكل سلمي ونفس طويل والايمان بان الشعب
اقوى وابقى من كل الانظمه .